درس الكلمة

خدمة درس الكلمة ليوم الثلاثاء الموافق 20.05.2014

درس الكلمة على فم  الأخ حسام زايد والقس نجيب عطية 
 
انجيل يوحنا : الاصحاح الرابع : 26 -54
 
تحدثنا في القسم الاول من الاصحاح الرابع ان كانت هنالك عداوة بين اليهود والسامريين . وان اليهود كانوا يعتبرون السامري شيطان. وركزنا ايضا عن موضوع السجود، فلماذا كتب في هذا الاصحاح كلمة سجود ولم يكتب كلمة صلاة. هنا يسوع يقول انه لا يريد من الإمرأة السامرية ان تسير وراء معتقد اليهود او وراء المعتقد السامريين وانما عن طريق السجود بدافع الروح القدس. الله روح وعندما نريد ان نتعبد اليه فنتعبد اليه ليس بالعادات والتقاليد وانما بالروح.
 
27 وَعِنْدَ ذلِكَ جَاءَ تَلاَمِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ «لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟»
 
لماذا ذًكرت هذه الآية؟
بشكل عام كانت نظرة اليهود للمرأة نظرة إحتقار، فكم بالحري لإمرأة سامرية. وكان معتقد لدى اليهود ان المرأة السامرية هي امرأة نجسة. فعند اليهود ممنوع للمرأة اليهودية ان تدخل او تقدم وتعبد الرب في الهيكل وخصوصا في فترة الدورة الشهرية اذ انهم كانوا يعتقدون ان المرأة نجسة ولا يمكن ان يدخلوا اي شيء نجس الى الهيكل، لأنه مقدس وطاهر. لذلك تعجبوا فكيف رجل يهودي الأصل يتكلم مع امرأة سامرية؟
 
28 فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ:29 «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟».
 
كان لدى المرأة السامرية  فكر مسبق ان المسيح سيأتي وذلك من خلال كتاب التوراة. فالكتاب يخبرنا ان كل كلمة في الكتاب المقدس هي موحى من الله وتعتبر جيدة للتعليم والتحضير. هناك ايات عديدة تخبر وتوضح عن مجيء المسيح وذلك ليس فقط من خلال الايات الي نعرفها من سفر اشيعاء ولكن كل التوراة  يعطينا صورة عن المسيح المنتظر. لذلك ليس من المهم ان يكون الانسان مًلّم بكلمة الله ولكن الأهم ان يكون قارئ كلمة الله . ويدل في هذه الآيات ان السامرية كانت قارئة.
 
31 وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَامُعَلِّمُ، كُلْ»32 فَقَالَ لَهُمْ:«أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ».
 
ما هو الطعام الذي قصده الرب يسوع في هذه الآية؟
طعام الرب هو خلاص النفوس فهو جزء من الطعام السماوي . بالإضافة الى خلاص النفوس فإن يسوع كان يوصل كرازة بملكوت الله ويقول للناس ان يتوبوا، وكان ايضا يشفي جميع المتسلط عليهن ابليس ويشفي كل مرض في الشعب. 
اذا وبما اننا سفراء للرب يسوع فاننا ايضا يجب ان نأتي بنفوس ونكرز في البشارة . فان طعامي كمؤمن هو يعني انشغالي وشغفي ان اجلب نفوس. فإن هذا الشغف يسيطر على عقلي وجسدي. 
 
في انجيل يوحنا يفسر معنى الطعام ايضا في آية 34
"قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ".
 
 وايضا في اشعياء 61 :
1 رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.2 لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ.3 لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ.
 
 لذلك يجب ان اعمل  مشيئة الرب يسوع الذي ارسلني لخدمته. الذي يريد ان يتغذى روحيا فإن يجب ان يتحدث عن الرب ويجلب نفوس. 
 
ففي انجيل يوحنا اصحاح 12 آية 26  يقول الرب يسوع : 
 
"إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ."
 
 الانسان الذي يطيع ويعمل مشيئة الرب يسوع يباركه الآب ويكرمه.
يجب ان نتأمل في هذا الاصحاح مع المحادثة مع السامرية فمن جهة نتأمل في قلبها ،خضوعها وحبها . ومن جهة أخرى هذه الانسانة كانت تعلم انها انسانة غير محبوبة للشعب اذ انها كانت بنظرهم زانية ولذلك قررت ان تنزل لوحدها الى البئر في ساعات الظهر ( الساعة السادسة في ذلك الوقت كانت تساوي ساعة الظهر). فهذه المرأة الوحيدة قد أحنّ عليها الرب يسوع. هذه المرأة البعيدة الزانية هي التي تقبلت كلام الرب لأن الرب كشفها فهو فاحص القلب والكلى. التوبة الحقيقة هي عندما الانسان يبّكت. الانسان يُكشف امام الله . فعندها السامرية تركت الماء الارضي وأخذت الماء السماوي. عندما الانسان يختبر ارتواء من مياه يسوع الأبدية عندها يترك كل شيء ويتبع الرب يسوع. فعندها السامرية عملت مشيئة الرب. هذا هو المؤمن الحقيقي، فقد تركت الماء الأرضي وذهبت تخبر عن مياه السماوية مياه الحياة الابدية. هذه الإمرأة  كانت عار وزخزي صارت امرأة تُقبل منها الكلام . هذه المرأة السامرية كسرت كل قوانين الارض. أخذت من نبع الحياة وبدأت تخبر عن هذا الاله الامين.
الرب يسوع أتى لكي يخلّص ما قد هلك. السماء تفرح في خاطئ  واحد يتوب. الانسان الحقيقي الذي امتلئ من هذا الينبوع لا يسكت ويفيض منك مياه حيّة. 
 
35 أَمَا تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ.
 
هنا يقول الرب يسوع :انتم عارفين وقت الحصاد حصاد الاكل. ولكن يقول لهم ايضا ان يرفعوا اعينهم عن الارضيات. وهنا يقول لنا الرب ان للسنة هنالك مواسم ، وقت الحصاد انتم تعرفون انكم تزرعون وحسب مواسم السنة تعرفون اين الحصاد. في مواسم الارضية ننتج فيها انتاج ارضي. ولكن يقول ان هنالك ايضا مواسم روحية ، وهو موسم الرب وهو جاهز في كل حين. 
ارفعوا اعينكم : اي ان الانسان دائما ينظر الى ذاته، ولا يهتم في احتياج الآخرين لأنه يركزعلى نفسه. لذلك قال لهم: ارفعوا اعينكم. 
الحقول قد ابيضّت : يعني ان هنالك الكثير من الناس جاهزون، فانهم تعبون من الخطية ومطروحون. الله يستخدم العدو لكي بحاول ان يوقفك او يضعفك، ولكن الوقت هو الان ان تحصد فيجب ان تعرف كيف تحصد، اذ انك يجب ان تحصد  مع الرب يسوع يدا بيد
 
كورنتوس الاولى 3 : 5 – 9
5 فَمَنْ هُوَ بُولُسُ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا، وَكَمَا أَعْطَى الرَّبُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ:6 أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي.7 إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي.8 وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ.9 فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ.
 
ان يكون كل عملنا مع الله، فنحن فلاحة الله  نجني مع الله الثمرفهنالك خطاة كتيرين. لذلك ماذا يجب علينا ان نفعل؟ ان نرفع اعيننا. جميعنا سنفرح في هذا الفرح. كيف نُفّرح قلب الله ؟ الكتاب المقدس واضح وعندنا المرشد العظيم الذي يوجهنا وهو الروح القدس. ارفعوا اعينكم وانتبهوا.
في هذه الفترة نتعب ونبشر والناس لا تقبل الرب يسوع لحياتها ولكن مع هذا انت وضعت بذرة والرب سيعمل فيها وينميها. فن الممكن انه بعد فترة ما يأتي شخص آخرويتكلم مع نفس الانسان الذي تكلمت معه عن الله وعندها يقبل الايمان بالرب يسوع. فهذا يدل ان الرب لم يترك عملك. "فتعبكم ليس باطلا". انت زرعت الكلمة ولكن هناك الهلا ينعس ولا ينام الرب يسوع. 

39 فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ:«قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».
 
الرب كشف امر المرأة السامرية  بالكامل. الله استخدم هذه المرأة بشكل عظيم. واستخدم نساء كثيرات أخريات. ولكن هذا لا يقول ان بإمكان المرأة ان تكون خادمة في الهيكل بدل الخدام الرجال. هذه المرأة السامرية تجرأت ان تحمل رسالة الرب يسوع وان تبشر الرجال . فبدأت تظهر النعمة . فالله يكشف الانسان. فان المسيح قد وبخ هذه المرأة ولكن اقنعها. فكثيرون قد آمنوا بسبب هذا الكلام.
معروف عن الله انو هو الذي يكشف الخفايا. الله مختص في هاي الامور، وعندما يأتي اليك فهو يعرف الماضي المستقبل والآتي. لا يوجد شيء مخبئ عن الله . المسيح هو الله المتجسد. عندما يأتي الرب ونرجع اليه فهو يقول لنا مغفور لك خطاياك.
عندما الانسان يؤمن فمن المفروض ايضا ان يقبل الروح القدس بعد ان قبل الكلمة . فالروح القدس يثبت الكلام ويجعل السامع يؤمن أكثر. 
 
46 فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضًا إِلَى قَانَا الْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ الْمَاءَ خَمْرًا. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ابْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ.
 
مدن الجليل كان من أصعب المدن.اذ ان الرب يسوع قال : لا كرامة لنبي في وطنه. لذلك يقول لنا يسوع ان نحزن. 
فيسوع عمل عجيبة ورجع الى نفس المكان.  فجاء اليه خادم الملك فهذا الانسان جاء الى الرب وعنده قلب وايمان. ولكن يريد ان يرى ايات وعجائب. وعندما قال الرب يسوع له ان ابنه حي آمن بدون اي تفكير. يجب ان يكون لدينا ايمان. اذا هنالك امور اعطاك اياها الرب وفي رحلة ايمانك قد ماتت ارجع الى الرب فيحييها. 
فالمياه الروحية السماوية فاضت في اعماق هذا القائد، فآمن هو واهل بيته. " آمن تخلص انت واهل بيتك".